من أجل المساعدة في استكشاف حالة عدم اليقين الحالية والمستقبلية والتغيرات المؤثرة، يقوم برنامج الأمم المتحدة للبيئة من خلال الاضطلاع بولايته بفعالية، بتنفيذ نهج مؤسسي للاستشراف الاستراتيجي ومسح أفق بهدف تطوير ثقافة استباقية وموجهة نحو المستقبل.
وهذا يعكس تزايد الاهتمام والطلب على التقارير الاستشرافية الذي تعززه أيضًا جدول أعمال إصلاح الأمم المتحدة وتقرير الأمين العام حول ’’خطتنا المشتركة‘‘، الذي يدعو جميع وكالات الأمم المتحدة، وكذلك جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى المشاركة في عملية ممارسات الاستشراف بشكل أعمق وتطبيق الأفكار المستبصرة المستمدة لمعالجة المخاطر النُظمية العالمية.
وقد توجت هذه العملية بإعداد التقرير الحالي المعنون ’’استكشاف الآفاق الجديدة - تقرير استشرافي عالمي بشأن صحة الكواكب ورفاه الإنسان‘‘، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع مجلس العلوم الدولي. ويدعو التقرير العالم إلى الاهتمام والاستجابة لمجموعة من التحديات الناشئة التي يمكن أن تؤثر سلبا على صحة الكوكب ورفاهه. ويقدم رؤى حول ثمانية تحولات عالمية حاسمة تؤدي إلى تفاقم أزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ والتنوع البيولوجي وفقدان الطبيعة والتلوث والنفايات.
وتقدم ثماني عشرة إشارة للتغيّر ــ والتي حددها المئات من الخبراء العالميين من خلال المشاورات الإقليمية ومشاورات أصحاب المصلحة والتي شملت الشباب ــ لمحة أعمق عن الاضطرابات المحتملة، الإيجابية والسلبية، التي يتعين على العالم أن يواصل رصده لها. ويحدد التقرير كيفية تهيئة بيئة تمكينية لتحسين عملية صنع القرار من خلال إنشاء عقد اجتماعي جديد، وتبني حوكمة مرنة وقابلة للتكيف، وزيادة البيانات والمعرفة المتكاملة التي يمكن الوصول إليها.
ويقدم هذا التقرير تذكيرا واضحا بشأن ترابط وهشاشة أنظمتنا في القرن الحادي والعشرين، ويحذر من أن إيلاء الأولوية للمكاسب القصيرة الأجل بدلا من العمل الاستباقي والتأهب اللذين يعرضان رخاء الكوكب وصحته على المدى الطويل للخطر. ومع ذلك، فإن نتائج التقرير تسلط الضوء أيضا على أن الإمكانات والإبداعات البشرية استثنائية ويمكن تسخيرها بروح الاكتشاف والتعاون لتقديم حلول لأزمة الكوكب الثلاثية.
وستُدمج نتائج التقرير في التخطيط الاستراتيجي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، مما قد يُفيد الاستراتيجية المتوسطة الأجل التالية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويتيح فرصة للنظر في توسيع نطاق البرامج في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة والروبوتات في الزراعة، والذي سيُثري المناقشات حول مستوى المشاركة في هذه القضايا. وهذا الأمر سيُفيد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نهاية المطاف في اعتماد نهج استباقي وتحديث الأدوات لتحقيق الكفاءة وتوفير التكاليف.
وعلاوة على ذلك، سيكون التقرير بمثابة مساهمة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في قمة المستقبل. وفي حين أنه من غير المتوقع أن يؤثر بشكل جوهري على القمة المعنية بالمستقبل في حد ذاته، إلا أنه سيوفر مدخلات هامة في المناقشات والأحداث التمهيدية، بما في ذلك المنتدى السياسي الرفيع المستوى، في الفترة التي تسبق عقد قمة المستقبل من حيث صلتها بالأبعاد البيئية.