Photo by UNEP/Duncan Moore
05 Jun 2024 Speech Climate Action

دَفعَة عالمية من أجل أراضٍ سليمة في ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للبيئة

Photo by UNEP/Duncan Moore
Speech delivered by: Inger Andersen
For: World Environment Day 2024 hosted by the Kingdom of Saudi Arabia
Location: Riyadh, The Kingdom of Saudi Arabia

أُعرب عن شُكري للمملكة العربية السعودية لاستضافتها الاحتفال باليوم العالمي للبيئة لعام 2024. ونطلب من الجميع، خلال هذا الاحتفال العالمي، الانضمام إلى الحملة لإصلاح أراضينا، وبناء القدرة على مواجهة الجفاف ومكافحة التصحر.

ولا تعاني الدول القاحلة من مشاكل تدهور الأراضي والتصحر والجفاف وحدها فحسب. بل إن دول العالم تعاني من المشاكل ذاتها.

ويؤثر تدهور الأراضي على أكثر من 3 مليارات شخص، مما يضر بسبل العيش والأمن الغذائي. ويواجه عشرات الملايين من الأشخاص الجفاف، وتأتي فئة النساء من بين أكثر الفئات التي تعاني من آثار هذا الجفاف. ويمكن للنساء والفتيات اللاتي يعُشن في الأراضي الجافة، أن يفقدن 40 في المائة من السعرات الحرارية التي يحصلن عليها عند قيامهن بحمل المياه فحسب. وتغطي العواصف الرملية والترابية مساحات واسعة من الأراضي مما يسبب مشاكل صحية ويؤدي إلى إغلاق المطارات والمدارس وإتلاف المحاصيل.

بيد أن إصلاح الأراضي ومكافحة التصحر وبناء القدرة على مواجهة الجفاف يعد بمثابة استراتيجيات رئيسية لمعالجة هذه المشاكل. ويعد بمثابة استراتيجيات رئيسية لمعالجة أزمة الكوكب الثلاثية البارزة المتمثلة في: أزمة تغير المناخ، وأزمة فقدان الطبيعة والأراضي، وأزمة التلوث والنفايات.

وتعمل عملية الإصلاح على تعزيز سبل العيش، وخفض نسبة الفقر، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الأحوال الجوية الشديدة - مما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتعمل عملية الإصلاح على زيادة تخزين الكربون، مما يجعلها أداة رئيسية لتحقيق أهداف اتفاق باريس - على الرغم من أنها ليست بديلا عن التخفيضات الكبيرة في انبعاثات غازات الدفئية.

إن إصلاح 15 في المائة من الأراضي المتدهورة ووقف المزيد من التحول في استخدام الأراضي يمكن أن يؤدي إلى تجنب ما يصل إلى 60 في المائة من انقراض الأنواع المتوقع، مما يجعله أداة حيوية لتحقيق أهداف إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.

ويبذل العالم جهودا لتقديم هذه الحلول.

ويدعم عقد الأمم المتحدة لإصلاح النُظم الإيكولوجية الالتزامات الرامية إلى إصلاح مليار هكتار من الأراضي ــ وهي مساحة أكبر من مساحة الصين. وفي الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة التي انعقدت في فبراير/شباط من هذا العام، اتفقت الدول على تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي. وتقود المملكة العربية السعودية الجهود على المستويين الإقليمي والعالمي. من خلال مبادرة السعودية الخضراء لحماية 30 في المائة من الأراضي والبحار. ومن خلال مبادرة الشرق الأوسط الأخضر. ومن خلال رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، والتي تمخض عنها مبادرة إصلاح الأراضي العالمية لمجموعة العشرين. ومن خلال استضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في وقت لاحق من هذا العام. لذا، أُعرب عن شكري العميق للمملكة العربية السعودية.

ويمثل الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، في الذكرى الحادية والخمسين على إنشائه، مناسبة هامة لتكثيف هذه الجهود. وسيُنظم أكثر من 2000 فعالية في جميع أنحاء العالم، مما يظهر رغبة حقيقية في إحداث تغيير إيجابي. ويتعين علينا أن نغتنم هذه المناسبة للبدء في إحراز تقدم في خمسة مجالات رئيسية.

أولاً، توحيد العمل بشأن الأراضي بموجب اتفاقيات ريو الثلاث.

في وقت لاحق من هذا العام، ستعقد كل اتفاقية من اتفاقيات ريو الثلاث - بشأن المناخ، والتنوع البيولوجي، والأراضي -

مؤتمرا للأطراف. ويمكن أن يكون إصلاح الأراضي بمثابة الخيط الذهبي الذي يربط بين العمل والطموح عبر هذه التجمعات الثلاثة المهمة. ويمكن للدول أن تنسج هذا الترابط من خلال ربط تعهداتها المناخية واستراتيجياتها وخطط عملها الوطنية للتنوع البيولوجي مع التزامات تحييد أثر تدهور الأراضي بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. ومن خلال ضمان أن يكون الاستعداد للجفاف جزءا من جهود القدرة على الصمود.

ثانياً، إصلاح الأراضي المتدهورة بالتعاون الكامل مع أولئك الذين يعملون على إصلاحها.

لا يقتصر النجاح على هكتارات الأراضي التي يتم إصلاحها أو الأشجار التي يتم زرعها فحسب. بل يتعلق الأمر أيضا بإدخال تحسينات على رأس المال الطبيعي القائم على الأراضي، وخدمات النظم الإيكولوجية التي تم إصلاحها، وسبل العيش المستدامة. وعلينا أن نتذكر أن العديد من الشعوب والثقافات حول العالم، تنظر إلى الأرض على أنها شيء مقدس. لذا يجب أن تراعي عملية إصلاح الأراضي المعارف التقليدية ونظم المعتقدات لدى الشعوب الأصلية.

ثالثا، إصلاح النظم الغذائية.

يأتي حوالي 90 في المائة من غذائنا من التربة، ولكن تعد النظم الغذائية بمثابة المحرك الرئيسي لتدهور الأراضي. نحن بحاجة إلى التوقف عن الاستخدام المفرط للأسمدة. والاستثمار في الزراعة التجديدية. وتوجيه الدعم الزراعي إلى الزراعة المستدامة التي تنتج أغذية مغذية وبأسعار معقولة. والاستثمار في ممارسات الحراجة الزراعية والزراعة المستدامة. ويعد هذا، جنبا إلى جنب مع الإصلاح، بمثابة الطريقة التي نضمن بها إيجاد تربة سليمة ومياه نظيفة وتنوع بيولوجي سليم من أجل زيادة الأمن الغذائي.

رابعا، الحصول على تمويل خاص لوقف فقدان الطبيعة وعكس اتجاهه.

يشير تقرير حالة التمويل للطبيعة الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن تدفقات التمويل إلى الحلول القائمة على الطبيعة تمثل ثلث المستويات اللازمة لتحقيق أهداف المناخ والتنوع البيولوجي وتدهور الأراضي بحلول عام 2030. وتأتي معظم الأموال المتاحة من القطاع العام. وفي الوقت نفسه، تضر تريليونات الدولارات من التدفقات المالية بالطبيعة.

ويجب على القطاع الخاص أن يضاعف جهوده في هذا الجانب. وقد صنف تقرير المخاطر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم الإيكولوجية باعتبارهما ثالث أكبر خطر سيؤثر على الأعمال التجارية خلال السنوات العشر المقبلة. ويمكن للحكومات أن تساعد في هذا المجال من خلال وضع سياسات تؤثر على خيارات الاستثمار وتحويل رأس المال الخاص نحو نتائج تكون مفيدة للطبيعة.

خامسا، التعاون فيما بيننا عبر الحدود.

من أجل إصلاح الأراضي بشكل فعال، يتعين علينا القيام بذلك معا، عبر مختلف البلدان والمناطق. وتظهر مبادرة الجدار الأخضر العظيم مدى قوة هذا النوع من التعاون. وتعمل هذه المبادرة على إصلاح 100 مليون هكتار في شريط يبلغ طوله 8000 كيلومتر عبر دول الساحل. وقد وفرت المبادرة بالفعل أكثر من 300 ألف فرصة عمل في المناطق الريفية.

الأصدقاء الأعزاء،

أرضنا مستقبلنا. ويجب علينا حمايتها وإصلاحها حتى نتمكن من إبطاء وتيرة تغير المناخ والتكيف معه. ويجب علينا إعادة الطبيعة إلى طبيعتها الكاملة. وزيادة سبل العيش والأمن الغذائي لمليارات الأشخاص حول العالم.

لذا، أطلب من الجميع، خلال الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، الانضمام إلى حملة معا نستعيد كوكبنا وبذل كل ما في وسعهم لحماية الأراضي.